الخميس، 10 يونيو 2010

أنا أعرف , أنا أطنش , أنا ميت


سبحان الله ميز الانسان بالقدره على الأدراك , الأدراك هنا هو القدره على تحليل موقف معين وأتخاذ القرار تجاهه فى ظل وجود معطيات معينه ,وسبحان اللذى اعطانا الحواس وأعطانا العقل اللذى يصل بالأدراك الى المعرفه الكامله , فالمعرفه هى اعلى مراتب الادراك , عندما بعث الله بالرسل كان وظيفتهم هوه توجيه الناس لأدراك وجود الله والوصول بهم الى يقين المعرفه بالله , فاذا وصلت الى المعرفه فهنا انت تتحمل مسؤلية المعرفه , وهى المسؤوليه اللتى حملها الأنسان وحده فى الكون , فأن تدرك أن صاحب عملك لا يعطيك حقك كاملا ويستغلك وتظل تعمل بنفس العمل متحججا بالظروف وما شابه , أنت هنا وصلت للمعرفه ولم تتخذ اجراءا تجاه معرفتك فكأنك هنا أصبحت حيوان لأن لم تستغل معرفتك , عندما تدرك أن التعليم اللذى تتلقاه لا جدوى منه وتظل تتلقاه , عندما تدرك ان لديك أسوا حكومات العالم وتظل تتذلل لها لتعطيك بدلا من أن تطالب بحقك , عندما تدرك أن حاكمك له فى الحكم ربع قرن من الزمان وتظل تنتظر منه الاصلاح فتذهب لتنتخبه فأنت هنا اصبحت أقل من الحيوان بكثير فحتى الحيوان عندما يرى ما سوف يضره مثل النار فهو يتراجع , عندما تتنازل عن ادراكك ومعرفتك وتصبح كالحمار مساق بالضرب والأهانه على أمل ان يعطيك صاحبك بعضا من البرسيم المتعفن بالأساس فتأكل وترضى , أن تدرك من هوه عدوك اللذى يسمم طعامك ويغتصب أرضك ويقتل أولادك وييتم نساء وطنك وتتعامل معه بل تصادقه بل تنتظر منه معونه فأنت قد وصلت لمرحله لم أجد وصفها فى القاموس حقيقة هى كلمة لابد من أضافتها للغه , ففوق أنك حيوان تعش لتعش وكفى بل أقل وفوق أنك خائن لنفسك ووطنك ودينك فأنت خائن لبشريتك , بشريتك اللتى أعطاها لك الله لتكون ذلك البشرى اللذى يمكنه التفكير يمكنه الأعتراض اللذى يملك تحديد مصيره , منذ أيام شاهدنا أسطول الحريه اللذى كان متوجه الى غزة بغرض فك الحصار جزئيا بنقل المعونات , احدى سفن الأسطول واللتى سميت بأسم راشيل كورى , الأسم اللذى أعاد للأذهان ذكرى صاحبة هذا الأسم , راشيل كورى الفتاة أمريكية المولد والجنسيه واللتى أدركت ووصلت للمعرفه فتصرفت بما املته عليها كونها بشريه , راشيل كورى التى أدركت أن اسرائيل تغتصب وطنا بأكمله بأرضه بموارده بمقدراته بشعبه وأدركت ان اللذى يساعد اسرائيل هو وطنها أمريكا , أدركت أن هؤلاء الأطفال انما يموتون برصاصات أمريكيه , فتحركت راشل لانها ادركت أيضا انها كأمريكيه تقف صامته فهى اذن جزء من ألة القتل الوحشيه , فذهبت للأرض المحتله عاشت معاناة الفلسطينين وضعت الشال الفلسطينى على كتفها ووضعت الحجاب على رأسها وعبرت معهم الحواجز ونامت فى البيوت المهدمه ووقفت أمام الجرافات الأسرائيليه , حتى جاء اليوم اللذى يودع فيه جسد راشيل الدنيا تحت احدى الجرافات الأسرائليه وهى تقف فى مواجهة الجرافة لتمنعها من هدم منزل فلسطينى , وتبقى روح راشيل وذكراها , لأن راشيل أمنت , أمنت بقضيه ليس محاباة لعرقها ولا دينها أو لقوميتها ايمناها كان أكبر بكثير من هذا أمنت بالعطيه التى اهداها الله اياها أمنت بكونها بشر وتصرفت من هذا المنطلق , كنت سوف أنهى الموضوع عند هذه النقطه ولكن عند بدأت اكتب وصل الى خبر هو فاجعة فى الحقيقه , منذ يومين بالأسكندريه , توجه الشاب خالد محمد سعيد صبحى الى أحد مقاهى الانترنت بمنطقة كليوباترا , حيث فوجى بعدد من المخبيرين يقتحمون المكان ويطلبون من الموجودين أبراز تحقيق الشخصيه ثم قاموا بتفتيش الموجودين بدون وجه حق مستعملين مسمى قانون الطوارئ وعندما أبدى خالد أعتراضه على ما يحدث قام أحد المخبرين بتقييده من الخلف لشل حركته، وعندما حاول خالد الخلاص منه قاموا بطرحه على الأرض وركله في البطن والصدر، وقاموا بسحله واصطحابه إلى أحد المنازل المجاورة لمحل الإنترنت , وواصلوا الاعتداء عليه بالضرب المبرح والركل بأقدامهما في مختلف أنحاء جسده، مما جعله يفقد الوعي ونزف سيلا من الدماء من أنفه، واعتقد المتهمون أن هذه هي تمثيلية من المجني عليه، فحاول أحدهم إفاقته بضرب رأسه في ترابزين سلالم العقار المشار إليه ما أدى لحدوث كسور بالجمجمة التي أودت بحياته , وأكد عدد من شهود العيان لجريدة الشروق ، أن واقعة الاعتداء كانت على مرأى ومسمع من الموجودين بالسيبر والمارة بالشوارع، مشيرين أن الضرب والاعتداء استمر لأكثر من 20 دقيقة متواصلة وسط توسلات واستغاثة ودموع المجني عليه , كما ذكر أحد الشهود أن المتهمين قاما باصطحاب المجني عليه وهو جثه هامدة إلى ديوان قسم شرطة سيدي جابر، ثم فوجئنا بعد أقل من 15 دقيقة بالمخبرين يعيدان جثته مرة أخرى إلى مكان الواقعة وتركوها مسجاة على الأرض، ثم قام أحدهما بالاتصال بسيارة الإسعاف لإخلاء مسئوليتهما .
كيف يمكننا تصور ما حدث وقد حدث ليس تحت ظروف الأحتلال أو الحرب بل حدث حيث من المفروض أنك أمن على ارضك وعرضك ومالك وروحك ,حيث من المفترض انك على أرض بلد , لم يقف خالد أمام جرافه أو امام دبابه أو او بنادق أليه جاهزة لتقضى عليه , هذه المره اصبح الأمر أهون من هذا بكثير , كل ما فعله خالد هوه أنه ادرك أن ما يحدث خطأ وتصرف كبشرى وأعترض فمات , بهذه البساطه لا أكثر , هل هذا ما وصل اليه امرنا , هل سكتنا وسكتنا وسكتنا وتخلينا عن كل أدراكنا ومعرفتنا وتخلينا عن حتى أن نكون بشر حتى لم يعودوا يتوقعوا مننا لا فعل ولا كلام ولا شئ , فيكفى أن تبدى أمتعاضك فقط لتقتل بنفس بساطه كتابة الكلمه , لن أحدثك عن السفر بلادا وبلادا او أن تقف ا امام المدافع أو تتعرض لأطلاق الرصاص أو أن تبيت بالعراء لشهور أو أن تجوع أو ان يموت أحبائك أمامك وأنت عاجز حتى عن مواراتهم التراب أو أن تموت غريبا عن أرضك وأهلك أو أو أو أو , هل يمكن أن أطلب منك فقط أن تتحقق من كيانك , لست اطلب منك ان تتحقق من كونك تتنفس أو تأكل أو تشرب أو تذهب لمباراة الأهلى والزمالك لترفع راية التعصب أو تجلس تشاهد بترقب كم سيفوز المتسابق ببرنامج لعبة الحياه أو تخمن من تكون هى فتاة أعلانات ميلودى القادمه أو تبعث بكلمة حلم لقناة ام بى سى منتظرا ان تتغير حياتك, أطلب منك أن تتحقق من عقلك هل لازال يؤدى عمله الأساسى هل تفكر هل لازلت بشر أم ان عقلك يؤدى وظائفه اللا اراديه فقط و حقيقة الأمر انك فى موت سريرى لن تصحو منه على الأقل فى هذه الحياه

هناك 5 تعليقات:

  1. فعلا وصلنا لمرحله من السير مغمضين العينين وحتى اللى ربنا عطاهولنا وميزنا بيه... عقلنا اللى بندرك ونفهم ونستوعب بيه اتركن خلاص

    وحسبى الله ونعم الوكيل بجد فى اللى عملو كده فى خالد اللى مالوش ذنب فى اى حاجه غير انه قال رايه
    ربنا ياخدهم زى ما هما واخدين حقوقنا وراحه بالنا ومنزلين دموعنا وقالقين راحتنا
    وبجد مينفعش نسكت لانها كده خلاص بقت احيييييه اوى
    وربنا حيسالنا بجد عن اللى بيحصل ده

    موضوع جميل ويوجع القلب

    ردحذف
  2. مقالة ممتازه وتحليل ممتاز
    شكرا يا مصرى

    ردحذف
  3. لا والأجمل ان ماحدش من "الـــســـادة الـمــشـاهـديـــــن" في الشارع ولا السايبر فكر يتدخل ويحوش عن الولد اللي بينضرب حتى الموت ده... ولا حتى بسؤال " انتم بتعملوا ايه ؟" ولا "انتم بتضربوه كده ليه ؟".... هواء.. خواء.. ولا كأن اي حاجة بتحصل أساساً

    ده لوحيوانات في غابة هايقفوا جنب بعض... حتى ماحدش فكر يتدخل على سبيل الفضول البشري ( مما يدل على ان حتى الفضول الـــبـشـــري فقدناه مع ما فقدنا من حاجات بشرية تانية )... خلاص ، بقينا خايفين لدرجة ان مابقاش فيه حتى آدمية

    !!!!!!!!!!!!!

    ردحذف
  4. يا ريت الناس تصحى من الغيبوبه بقه مش قلبنا يتوجع يومين ونقول يا عينى على الواد وننسى زى ما خلاص بقي احسن حاجه بنعملها اننا ننسى وبمزاجنا , حتى الشارع المصرى اللى كنا بنقول هوه ده الفرق بينا وبين بره لما بيحصل مصيبه تلاقى الناس تحوش وتهتم وتتدخل , خلاص فعلا حتى لما الناس شافت الواد بينضرب ماحدش قالهم بتعملوا ايه
    فوقواااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

    ردحذف
  5. احيييييييييييييييييييييييييه

    ردحذف

اكتب رأيك أساحبى