الثلاثاء، 24 يوليو 2012

عم ابراهيم

عندى اعتقاد خاص ان كل مجذوب له حكمته الخاصه اللى ما بنقدرش نفهمها عشان كده بيبقى فى نظرنا مجذوب ومتهيألى ان كل مجذوب كمان عنده حكايه مليانه بالدروس المستفاده , بس طول عمرى بشوف ان اسمه ايه ده دون كيشوت أو دون كيخوته أو اى كان اسم اللى خلفوه ايه المهم ان عمو اللى بيحارب طواحين الهوا ده أكاد أجزم انه اكثر المجاذيب حماقة , حلوه أجزم دى , يعنى اول حاجه عدوانى أوى وخطر على المجتمع وعلى الطواحين بالتأكيد وكمان ما عندوش حكمه من محاربة طواحين الهوا غير اثبات عدم جدواه , طب شفتوا بذمتكم مجذوب أجذب من كده , احكيلكم أنا بقى حكاية مجذوب من أرض مصر الطيبه واللى ياما طلعت مجاذيب العالم كله ما انجبش ربعهم , مجاذيب أصلى مش طواحين و عبط مالوش داعى , وانا طفل صغير كده بتاع 8 سنين فى مدينتى الصغيره اللى كبرت فيها , زى اى طفل مصرى أصلى على رأى عمنا عمرو طاهر كنت بلعب فى الشارع وفى الطين واتعارك مع العيال وكل يوم أروح البيت مضروب بطوبه فى دماغى كانت خلافات الاطفال على مناطق السيطره فى الشارع لا تنتهى ولكن كنا كلنا بنتفق على حاجه واحده ألا وهى عم ابراهيم , كل يوم ساعة العصريه كان يطل علينا عم ابراهيم بجلابيته البنى الغامق اللى فيها رقعه عند الجيب أكبر من الجيب نفسه وشعره المحلوق زيرو دايما ومع ذلك ما اخبيش عليكم كان عم ابراهيم من المجاذيب الشيك جدا واللى عندهم كاريزما طاغيه , اول ما نشوفه كل عيال الشارغ يتلموا حواليه ونقعد نتابع هو بيعمل ايه , كان معاه دايما صفيحته المصديه اللى كانت فى يوم من الايام صفيحة سمنة النخلتين على الأرجح , كان ياخد صفيحته ويرفع جلابيته وينزل يملا الصفيحه ميه من النيل وبعدين يطلع ويكب الميه دى تحت عواميد الكهربا , ويفضل يعمل كده كل يوم لحد المغرب على كل عواميد الكهربا اللى على الكورنيش وكان لما يتعب أخر اليوم يقرر انه يسقى أخر عمودين بطريقته الخاصه بالرى الذاتى , شايفين قد ايه الراجل ده كان حكيم , عبقرى يا جدعان كان عنده رؤيه مستقبليه لاستخدام الطاقه النظيفه أو يمكن كان بيفكر ان العواميد ها تطول لما يسقيها أو ها تنور أكتر أو يمكن كل عمود نور يطلع فرعين نور زياده أو يطرح كام لمبه 200وات , شايفين الدماغ مش تقولى بيحارب طواحين الهوا طواحين ايه يا ابو طواحين , بعد المغربيه يكون عم ابراهيم خلص مهمته المقدسه تجاه البشريه التى لا تفهمه كان يهيم عم ابراهيم فى الشوارع يوزع حكمته , ممكن تسأله فى اى حاجه مش دايما ها يرد عليك بس فى الغالب ها يرد عليك برد ها تعجز عن فهمه بدماغك الغير ناضجه وعقلك القاصر عن ادراك عمق كلماته , لكن أشهر سؤال كان الناس بتحب تسأله لعم ابراهيم عشان كانوا بيحبوا ييسمعوا منه اغرب اجابه واللى كانت كافيه دايما انها تتركهم فى نوبة ضحك لا تنتهى , تقترب من عم ابراهيم وتسأله هى الدنيا دى متكونه من ايه يا عم ابراهيم يبص عم ابراهيم للسما والنيل ويرد عليك فى كل مره وكأنها أول مره يكنشف الاجابه , الدنيا متكونه من عسل وطحينه , ثم يتركك ويمضى كأنك غير موجود , لما كبرت شويه وعم ابراهيم كان زى ما هو ما بيزيدش حاجه ولا بينقص حاجه سألت ناس كبار فى مدينتى الصغيره هو مين عم ابراهيم وليه هو كده , ناس قالت انه كان موظف فى شركة الكهربا وناس قالت انه كان موظف فى شركة الميه وناس قالت انه كان صياد , بس اكتر حاجه سمعتها ان عم ابراهيم كان تاجر وكان غنى وزى الفل ومن الناس اللى بينضرب بيها المثل , ايه اللى حصله بقى , ابحث عن المرأه , الحكايه بتقول ان عم ابراهيم اتجوز واحده وحبها جدا ولكن الست كانت طماعه وهو كان بيحبها , المهم انها فلسته زخليته يكتبلها كل حاجه وسابته على الحديده واطلقت منه , وهكذا أصبح ابراهيم التاجر عم ابراهيم , لما كبرت شويه كمان وبرضه عم ابراهيم كان زى ما هو كان نفسى افهم قصد عم ابراهيم من الدنيا عسل وطحينه اللى عمر ما حد حاول ياخدها على محمل الجد ويفهمها مؤخرا افتكرت عم ابراهيم وفهمت ان الدنيا فيها حاجات حلوه زى العسل وفيها حاجات مره وطعمها قابض زى الطحينه بس الغريب انك لما بتحض الحاجتين المحتلفين عن بعض تماما العسل والطحينه بيطلعوا حاجه طعمها يجنن أحلى من اى حاجه تانيه وهى دى الدنيا عسل وطحينه , عم ابراهيم اللى ماحدش عرفه ولا كاتب تاريخ كتب عنه كان يستحق أكتر من كده , أخر مره شفته من حوالى 10 سنين وكان لسه زى ماهو برضه سلمت عليه كان نفسى اقوله فاكرنى انا العيل اللى كان بيغلس عليك مع كل عيال الشارع واحما صغيرين , عم ابراهيم ميل عليا وقالى ما تجيب نص ريال ثم تركنى ومضى ولا أكنه طلب حاجه ولا أكنى كنت موجود .

الثلاثاء، 17 يوليو 2012

عملية انتقامية


هاأنذا أقف مترقبا فى المكان المقرر لتنفيذ العملية  قبل الموعد بنصف ساعه , من ينظر لحالى يعتقد ان هذه هى العملية الأولى اللتى أنفذها , هذا غير صحيح ولكن هذه المره مختلفه تماما , هذه المره الأولى اللتى أنفذ فيها عملية بهذا العنف والأسلحه المستخدمه فى العملية هى نوع من الصواريخ لم أجربها من قبل , كانت نتائج العملية بأكملها مبهمه , فى موعده يدخل الهدف الى المكان المزمع تنفيذ العملية به يدخل الى المكان ويجلس فى نفس مكانه المعهود مما يبعث فى نفسى بعض الطمأنينه عن قوة تقارير المراقبه, باقى على تنفيذ العملية 20 دقيقه وحتى الأن لم يظهر بسام ,  بسام هو المسؤول عن الأسلحه فى فريقنا , هذا يجعلنى متوترا دائما من أن يقابل أى مشكلات فى شراء ونقل السلاح وخاصة أن بسام هو رفيق العمر وشريكى فى كل عملياتنا الناجحه , نعمل منذ سنين بمفردنا وننفذ عملياتنا بنجاح تام , هذه المره تحديدا بسام هو اللذى أقنعنى بالعميلة فى الاساس وأستخدام هذا النوع من الأسلحه بعد انتشاره فى الاسواق وسهولة الحصول عليه حسب قوله , اعلم اننا سوف نضطر للتوقف عما نفعله يوما ما وهو ليس بالبعيد ولكن كل ما ارجوه ان حين نتوقف يكون هذا بدون خسائر ,  وضعت عينى على الهدف فى انتظار وصول بسام ومعه الصورايخ , قبل دقيقتان من موعد العملية وصل بسام تبادلنا نظرة جاده واشار بيده أن الصواريخ جاهزة , مرت الثوانى الاخيرة قبل موعد التنفيذ كالدهر , فى الموعد تحديدا تبادلنا اشارة بيننا , أخرجت من جيبى أعواد الثقاب وأخرج هو صاروخين الواحد فى حجم الاصبع ولونه أحمر , كان مختلف تمام عن الصواريخ الصفراء الصغيرة التى اعتدنا على استعمالها , اشعلت الثقاب وفى نفس الثانية أشعلت الصاروخين وتناول كل منا صاروخ وخرجنا من مخبانا ومعا ألقينا الصاروخين داخل دكان عم سالم البقال وتحت أقدامه مباشرة , ماهى الا ثانيتين وتوالت الشرارات الملونه , أعقبها فرقعات متتالية , ومن بين الدخان خرج عم سالم بعصا المقشة الشهيرة اللتى كثيرا ما ألهبت ظهورنا , كنا مكشوفين الأن خارج المخبأ , صاح عم سالم انتم تانى يا ولاد الملاعيين والله ما انا سايبكم المره دى والله لنا مقطعكم ضرب , انا ها اربيكم مادام ناقصين رباية , انا وبسام راكضين وورائنا عم سالم وسرعان ما افترقنا تنفيذا لخطة الهروب حيث سنلتقى ثانية فى مكان محدد مسبقا , تمت العملة هذه المره أيضا بنجاح , لم يكن على عم سالم ان يرشنا بالماء عندما كنا نلعب الكرة أمام دكانه .