الأربعاء، 22 ديسمبر 2010

ليه يا عمرو !



كانت ليلى تجلس أمام التلفاز تشاهد أحدى حلقات المسلسل التركى الشهير اللذى تمت دبلجته للعربيه وحقق نجاحا فى الدول العربيه مؤخرا , كانت تراه مملا ومكررا لأقصى درجه ولكن ما هو الشئ الجديد على أى فضائية عربيه كلها أشياء مكرره , أخذتها أفكارها بعيدا عن المسلسل , ذهبت بأفكارها لأبنها عمرو اللذى تخرج من كلية الزراعه منذ 3 سنوات فى تخصص الزهور والزينه بتقدير جيد جدا , ألتحق بالكثير من الوظائف فى مجالات مختلفة بأستثناء الزراعه , لم يستطع أن يجد أى عمل مجدى فى تخصصه طوال السنوات الثلاثه , عدا المره اللتى حاول فيها ان يعمل فى أحدى شركات تصميم المسطحات الخضراء , واللتى لم يكن لها أى خبره فى هذا المجال من الأساس , كانت متخصصه فى مجال الأمن ولكن كانت الفكره كما أخبره مدير الشركه وهم يبلوغنه خبر الأستغناء عنه أنهم بس كانوا عايزين يعملوا سبوبه على جمب كده يعنى , كانت ليلى تعرف كم كان أبنها يملك من أحلام يريد تحقيقها فى مجال تخصصه , كم يحزنها أن ترى أحلامه تتحطم هكذا , والمشكله الأكبر أن عمرو لم يكن يمتلك العديد من الأصحاب أو يمارس أى نشاط يمكن أن يخرجه من حالة الأكتئاب اللتى أصابته , كان يجلس طوال الوقت فى غرفته أمام شاشة الحاسب لفترات تصل لعشرة ساعات متواصله , كانت تعلم أنه يقضيها على الأنترنت , ولكن فى الفتره الأخيرة بدأ تشك فى بعض الأشياء بدأ فى أغلاق باب حجرته لفترات طويله , وبدأت تسمع بعض الأصوات الغريبه تصدر من غرفته , حتى أكتشفت يوما أن عمرويقضى معظم وقته فى مشاهدة نوعية معينه من الأفلام , لم تكن تتخيل أنه يشاهد هذه الأفلام بهذه الكثافة وقد أقترب سنه من الثلاثين , لم تكن تأكدت بعد من هذا الأمر , ولكنها قررت أن تتحقق من شكوكها , هو الأن يغلق باب حجرته , أقتربت من باب الغرفه تمشى على أطراف أقدامها , كان ما يحركها هو أحساسها كأم تخاف من الأحتمالات اللتى يمكن أن يسببها الأكتئاب لأبنها , ألصقت رأسها بباب الغرفه , بدأت ترهف سمعها , ميزت بعد الأصوات , صوت صراخ مستمر , وشهقات مكتومه , وصوت نوع معين من الموسيقى اللتى تميز هذه الأفلام , ولم يكن هناك حوار بين أبطال الفيلم فى الغالب الا نادرا , أبتعدت ليلى عن الباب قليلا ووقفت تعيد ترتيب أفكارها , ثم جلست أمام الباب ونظرت من ثقب المفتاح كانت ترى جزء من الشاشه يظهر عليها بطلا الفيلم وأحدهما يمسك بالأخر فى وضع لا يمكن أن تراه الا فى هذه النوعيه من الأفلام , ورأت جانب من وجه عمرو تظهرعليه نشوة لم تراها عليه من قبل , الأن وقد تأكدت ماذا تفعل, فكرت أن تدخل عليه غرفته , وتحدثه مباشرة بأسلوب متعقل , ولكنها أبعدت الفكره عن رأسها وذهبت لتجلس ثانية أمام التلفاز , قررت أن تنتظر محمود زوجها ووالد عمرو وتحدثه فى الأمر , بعد دقائق دخل محمود من باب المنزل وألقى التحيه على ليلى وجلس بجوارها , التفتت اليه , محمود عايزه أكلمك فى موضوع عمرو , ماله عمرو بس يا ليلى , انا قلت لك قبل كده على اللى بيحصل أنا النهارده أتاكدت , يا ليلى دى فتره كده بس الواد مكتئب أنا كلمتله الحاج أحمد فى الأمارات وقالى خلاص ها يبعتله العقد على الشهر الجاى بالكتير , برضه عملت اللى فى دماغك وها تسفر الواد , يعنى عاجبك قعدته جمبك كده مافيش فايده الواد لازم يسافر يشوف مستقبله بدل ما يضيع هنا , ما تشوفله شغل هنا يكون فيه جمبنا يا محمود , أديكى شايفه أهوه عمرو مش قادر يمشى فى أى شغلانه مصمم يشتغل فى الزراعه , ماشى يا محمود بس برضه لغاية ما يسافر لازم نعرضه على دكتور كده مش طبيعى خالص ده بيقعد بالتلات أربع ساعات يتفرج على الأفلام دى , هوه ايه اللى مش طبيعى بس يا أم عمرو والله أنتى تضحكى ما احنا كلنا كنا بنتفرج عليها وأحنا صغيرين , بس مش فى السن دى ومش تلات أربع ساعات ويقفل الباب على نفسه ,طب تصدقى أنا بقه ها ادخل أتفرج معاه شويه ما شفتهاش من زمان اوى , يا سلام يبقى الواد وأبوه , ايه يعنى همه العيال الصغيريين بس همه اللى بيتفرجوا على توم وجيرى !

هناك تعليقان (2):

  1. يعني دلوقت مين فينا اللي فهم غلط؟؟ احنا ولا ابو عمرو؟؟ تحياتي ..

    ردحذف
  2. ولا ده ولا ده أم عمرو هى اللى فهمت غلط

    ردحذف

اكتب رأيك أساحبى